لم يعد شيئاً غريباً ان تجد العشرات من المواطنين بغزة وهم يرتدون الكمامات الطبية أثناء تنقلهم في الشوارع العامة او حتى دخول بعض المؤسسات في محاولة منهم لتلافي استنشاق الغازات المنبعثة من الزيوت المحترقة والتي تحتوي على الغازات المسرطنة والتي ازداد استخدامها موخراً كوقود للسيارات او في حال إشعال النيران في حاويات القمامة ما يتسبب في انبعاث الغازات والملوثات دون رقابة او اتخاذ الاجراءات اللازمة رغم التحذير منها من عدة مؤسسات متخصصة بالصحة والبيئة.
وفي هذا السياق اكد د. معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ انه لوحظ في الآونة الاخيرة استخدام الكمامات الطبية من قبل المواطنين في ظل انبعاث الغازات المسرطنة خاصة اول اكسيد الكربون وغازات أخرى ناجمة عن استخدام الزيوت غير القابلة للاحتراق الكامل كوقود للسيارات كبديل عن السولار والبنزين او احراق حاويات القمامة الموجودة وسط التجمعات السكانية مشيرا الى ان هذا ادى الى زيادة في عدد الحالات المرضية خاصة أمراض الربو والضيق بالتنفس ومضاعفات لأصحاب الأمراض المزمنة.
واوضح د. حسنين ان العديد من المواطنين الذين لديهم مناعة محدودة او قاموا بزراعة الكلى فانهم يخشون من انتقال الأوبئة التي تؤثر على أوضاعهم الصحية وبالتالي اضطروا لاستخدام تلك الكمامات الطبية المتوفرة بالصيدليات ومخازن الأدوية واقسام المستشفيات لتنقية الهواء وتجنب العديد من الامراض او الإصابة بالمضاعفات المرضية.
المواطن ابو نادر يتردد في وضع الكمامة الطبية على انفه اثناء سيره في شوارع غزة والدخول بها ايضاً الى قاعة استضافت مؤتمر الوفاق الوطني ولم يجد حرجا في ذلك معتبرا ان الوقاية من الغازات والملوثات اهم من كل النظرات والتساؤلات التي كانت تلاحقه اثناء تنقله من مكان الى آخر.
وقال المواطن ابو ماجد انه شعر بالخجل من الكمامة خاصة وان رائحة الزيوت المستخدمة في السيارات والغازات المنبعثة عنها أصبحت لا تحتمل وبالتالي استعان بوضع قطعة معطرة على انفه اثناء تنقله ووجد العشرات مثله يقومون بالشيء نفسه واحيانا يتوقف عن استخدام يده التي يضعها على انفه الى حين دخوله الى مكان عمله او بيته والتي لا تحتوي على الغازات بالصورة المخيفة حيث يتسرب بعضها من حاويات القمامة التي يتم إشعال النيران فيها بصورة غير ملائمة.
وفي اماكن تجمع السيارات يلاحظ عشرات المواطنين الذين يضعون أصابعهم على أنوفهم لتلافي الرائحة الناجمة عن استخدام زيت الطهي وزيوت اخرى يتم إضافتها حتى انه يوجد اعداد من السائقين الذين يقومون بنفس الشيء ويزداد الأمر صعوبة عندما يتم تشغيل السيارة التي امامه ويتصاعد الدخان والغازات من الخلف لتصل الى سائق السيارة التي ينتظر دوره في الطابور الذي يقف في ساحة السيارات.
كما لوحظ تذمر ملحوظ من قبل المواطنين خاصة المرضى منهم الذين لا يمتلكون اي وسيلة للتعبير عن غضبهم سوى وضع الكمامة او الأصابع للوقاية المؤقتة فقط.
وقالت المواطنة ام رياض انه في السنوات السابقة تم التحذير من استخدام المبيدات الحشرية كمبيدات زراعية والتي اظهرت وجود علاقة بها ببعض الامراض مثلما يتم استخدام الكيماويات وبعد ذلك تم التحذير من ملوحة المياه وارتفاع نسبة النترات وتلوث مياه البحر بسبب ضخ المياه العادمة بها دون معالجة وامراض وراثية جراء الزواج المبكر او زواج الاقارب وامراض هنا وهناك ناجمة عن الحصار والممارسات الاحتلالية وضغوطات نفسية وما شابه الى ان وصل الأمر ذروته في هذه الأيام لتلويث الهواء فماذا تبقى لسكان غزة من حق دون تلوث او اعتداء او انتهاك بعد مصادرة كافة لحقوق وهل سيتم اجراء تجارب جديدة على السكان حول الامراض المستحدثة واعداد الدراسات والابحاث لنشرها في المؤتمرات الدولية فقط ويبقى السكان في حالة من الرعب والمرض دون اتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة له بعد ان تمكن سكان غزة من تجاوز انفلونزا الطيور وجنون البقر وامراض التعصب الحزبي فهل استخدام الزيوت النباتية وسيلة جديدة لالحاق الامراض التنفسية والسرطانية.
وناشد سكان غزة كافة الفصائل والمؤسسات الانسانية والصحية للقيام بدورها الحقيقي تجاه حياة المواطنين والتوزيع العادل في كميات الوقود والغاز للحد او وقف استخدام البدائل بطريقة خاطئة والتي ادت الى اصابة العديد من المواطنين بالامراض او الحوادث المنزلية خاصة وانه تبين وجود كميات لا بأس بها من انواع الوقود التي من الممكن استخدامها بالطريقة الملائمة والعادلة بعيدا عن استغلال المواطنين كتجارب للحصار والاصابة بالامراض التي لا يمكن علاجها عبر الاجندة الفصائلية والحزبية الضيقة خاصة في ظل وجود العديد من الملوثات جراء استخدام الكيماويات والمبيدات وضخ المياه العادمة والتي أدت الى الاصابة بالامرضا الجلدية والاسهالات والأنيميا وليس بالامكان اضافة امراض اكثر خطورة ولا يمكن ايجاد الحلول الآنية واللازمة له