قرية عبدس الفلسطنية

بسم الله الرحمن الرحيم

عبدس" قرية عربية تبعد 43كيلو متر شمال شرق مدينه غزة، 13 كيلو متر شرق المجدل، و5 كيلو متر شرق جولس و 3 كليو متر جنوب السوافير. وترتبط بالأخيرتين بطريقين فرعيين تتصلان بطريق المجدل- المسمية- القدس الرئيسية المعبدة....

نشأت عبدس على أنقاض قرية حداشة الكنعانية في رقعة منبسطة من سهل فلسطين الساحلي، ترتفع قرابة 75م عن سطح البحر وتتضن بعض الآثار،مثل أساسات بيوت قديمة وخزانات مياه وبئر وقطع معمارية. وتقع خربة عجس في الجنوب الغربي منها، ويمر وادي عبدس في طرفها الشرقي، ثم يلتقي بعد أن يتجه شمالاً بوادي قريقع عند السوافير ويسير الأخير، بعدئذ في طريقه إلى وادي الجرف فوادي صقرير". (1)

 المساحة:

مساحة أرضيها 4593 دونماً تحيط بها أراضي بيت عفا من الجنوب والشرق، و السوافير الغربية من الشمال، وجولس والمجدل من الغرب. (2)
منها 100 دونم للطرق والأودية، و18 دونم للمساكن. (3)
كما ان اليهود لم يمتلكو بها شيئاً، وتعتبر الأصغر نسبياً بين قريناتها المجاورة . (4)

1) الموسوعة الفلسطينية 8/183
2) إبراهيم سكيك- غزة عبر التاريخ- الجزء السادس ص47
3) الموسوعة الفلسطينية 8/183.
4) أنظر الخريطة في ملحق رقم (1).

 التضاريس:-

بما أن قرية عبدس قرية ساحلية فهي أرض سهلية منبسطة صالحة للزراعة، أراضيها طينية استثناء، جنوبها الغربي المتميز بتربته الطينية الرملية، وكذلك الجانب الغربي منها حيث الحدود مع قرية جولس فتتميز أراضيها بالتربة " المتفككة" المعروفة شعبياً بالكركار.....(5)

هذا وترتفع القرية عن سطح البحر ما يقارب 75م. يحدها من الشرق وادي عبدس أو ما يـُعرف بالواد الشرقي الفاصل بين أراضيها وأراضي بيت عفا والذي يتجة من الجنوب إلى الشمال حيث يلتقي بواد فريقع في السوافير، ومما يذكر أن القرية بها بركتين تتجمع بهما مياه الأمطار،الأولي" بركة العدسية" الواقعة إلى جولس غرباً" والواقعة على مقربة من مصب واد البركة المتجة من الغرب إلى الشرق... هذا بالإضافة إلى إرتفاع واضح في المنطقة الشمالية الغربية من القرية حيث الكروم ذات الإرتفاع الطفيف عن سطح القرية العام.(6).
5) إبراهيم سكيك- غزة عبر التاريخ- الجزء السادس ص47 وكذلك عدد من شيوخ وعجائز القرية (أنظر المراجع).
6) حسب رواية عدد من شيوخ في القرية عجائزها، بحيث كانوا يطلقون عليها السطح كناية عن إرتفاعها.
الباب الثاني

 التقسيمات الإدارية الداخلية:-

بما أن مساحة القرية الكلية تساوي 4593 دونماً أو قد تزيد فإنه من غير العملي والمنطقي أن تحمل اسماً واحداً دون التعريف بأطرافها المترامية بالرغم من صغرها بين قريناتها من القرى المجاورة.
فعمد سكانها لإطلاق مسميات قروية محلية على عدة أقسام من القرية مثل موارس رستم الواقعة في الشمال الشرقي، والتي ملحق رقم 1115 كقسيمة زراعية في الكشوف التابعة لدائرة تسوية الأراضي آنداك في العهد البريطاني(7)..

وموارس الأشرم – والتي تحتل مساحة} 622.333 دونم{، وتحمل رقم 1 قطعة تسجيل 1110،( والواقعة إلى غرب القرية في المنتصف، يحدها من الشمال أرضي المراح والتي حملت رقم 1109 ومنها إلى الشمال مع حدود السوافير وغرباً مع حدود جولس ما يـُعرف بشعف واد الجميزة ويحمل رقم 1108 ومنه إلى الشرق واد البيار ويحمل رقم 1113 وقريباً منه ال وتحمل رقم 1114 وإلى الشرق على حدود بيت عفا جنوب غرب المساكن تقع الشرقية وتحمل رقم 1116 وإلى الغرب منها- أيضا جنوب المساكن تقع أرض العطن وتحمل رقم 1112 وإلى الجنوب من العطن تقع السلاقة وتحمل رقم 1117 والتي تقع الى الشمال من قطعة الوشاحين والتي تقع ذاتها الى الشرق من موارس طوال والتي تحمل رقم 1111 وهي أخر قطعة في عبدس نحو الجنوب على حدود مستوطنة نقب المقامة على أراضي بيت عفا منذ الحرب العالمية الأولى (9) .

7) سميت بذلك نسبة الى عربان أبو رستم البدو الـُرحل اللذين كانوا يقيمون فيها للعمل والرعي قبل الرحيل لمكان آخر حسب ما أخذ بذلك شيوخ القرية. والأرقام حسب الطابو والتسجيل وموارس جمع مارس وهو مساحة مستطيلة تزيد على خمسة دونمات.

سميت بذلك نسبة لعرب الأشرم الــُرحل ومساحتها بناء على ورقة المساحة في الملحق رقم 02) والتي جلبها معه من عبدس الحاج المرحوم رسمي محمد سلمان أبو ال .

9) أنظر الخريطة الإدارية في ملحق رقم (3) والتي تم استنفاذها من ذاكرة العجائز وأوراق الطابو.

 السكان :-

ملاحظة :- يجب تأخير نقلها إلى مكانها في الباب اللاحق كما موضح لاحقاً
لسكان قرية عبدس من العرب المسلمين بلغ عددهم عام 1922م 319نسمة، وإزدادوا إلى 425 في العام 1931 (10)، حتى بلغوا 626 في العام 1948 (11) عام النكبة والهجرة.
لقد اختلفت الروايات حول جذور سكان عبدس سواء تلك الروايات التي رواها شيوخ وعجائز القرية أو الروايات الواردة في المراجع التاريخية..

 ومن هذه الروايات:-

أ- أن الأصل لسكان عبدس " العبادسة" يعود إلى الروم أو الصليبين اللذين أسلمو وحسن إسلامهم (12)، فيما ذهب آخرون لتأكيد هذه الرواية التي أعادوها إلى عهد الحملات الصليبية التي تصدي لها المسلمون في عسقلان وحققوا عليهم انتصاراً ساحقاً فقــُتل من قــُتل وهرب من هرب وأسر من أسر في حين اسلم منهم عدد قليل وتزوجوا من عربيات مسلمات وسكنوا خربة عجس(13).
وأقاموا بها وتوالدوا قبل أن يرحلوا للسكن في قرية عبدس(14).
هذا وإن صحت هذه الرواية فإنها قد تعود لإحدى مرحلتين من مراحل الحروب الصليبية في فلسطين.

الأولي:- الانتصارات الإسلامية التي قادها القائد الإسلامي المظفر صلاح الدين الأيوبي في إعلام 1187م.
10) الموسوعة الفلسطينية 183/3 وكي لا ننسي وليد الخالدي.
11) ذاكرة فلسطين (6 يونيه 1998)
12) الموسوعة الفلسطينية 3/183
13) جنوب غرب عبدس.
14) أخذ أفراد العائلة نقلاً عن بحث تاريخي في جامعة بيرزيت.
الثانية:- الإنتصارات الأسلامية بقيادة الأمير فخر الدين بن الشيخ يتم 15/10/1247م علي الصليبين، إبان حكم الملك الصالح الأيوبي، بحيث يم دحر بقايا الصليبين من عسقلان بعدما تنازل عنها الملك اسماعيل مع القدس وطبريا للصليبين سابقاً(1).

ب. أما الرواية الثانية والتي لم تعترف بسابقتها رأت ان اصل سكان قرية عبدس لا يعود للصليبين وانما لعرب مسيحيون حملوا اسماء مسيحية نصرانية مثل}حنا وبولص وعبدوس{ الذي قد تكون قرية عبدس سميت بإسمها والذين أسملوا بعد إنتشار الدين الإسلامي بحكم الإنتصارات المتتالية على المسيحية في فلسطين.

ج- فيما ذهبت الرواية الثالثة والتي نرجح صحتها، بأن أصل السكان يعود لرجل شحادة جاء لقرية عبدس مع زوجته قادماً من الخليل جنوب الضفة الغربية وسكن بها وأنجب من الذكور إثنين هما حمد وحماد ومنهما خرج سكان عبدس " العبادسة" الذين بات في حكم المؤكد أنهم يعودون لأصل واحد....(5) يعود بجذوره إلى العرب المسلمين(6).

1) مصطفي مراد الدباغ بلادنا فلسطين الجزء الأول والثاني،طبعة 1991.
2) عدد من الشيوخ القرية.
3) والد الباحث.
4) وفي رواية اخري انه حماد.
5) وفي رواية أخري قيل ان الأصل حماد وليس شحادة وقيل ان حمد إبن حماد وليس اخيه حسب ما أشار به شيوخ القرية.
6) انظر ملحق رقم (4) شجرة العائلة.

ومن هنا نرجح الرواية الثالثة لعدة أمور منها:-

1- أننا لو أفترضنا ان اصل السكان يعود إلى الحقبة الصليبية سواء في العام 1187 أو 1247م ( أعوام إنتصارات المسلمين على الصليبين).
وقمنا بحساب زمني إحصائي للمواليد والوفيات لسكان القرية وقارنا العدد الناتج مع عددهم إبان العام 1948م لوجدنا إختلافاً وفارقاً كبيراً. ولكان وجدنا أن العدد سيكون بالآلاف ، الأمر الذي لا تقره وقائع الإحصاء الحالية..... .

2- أن جميع سكان القري المجاورة يعودون بجذورهم إلى أصول إسلامية وليست مسيحية، الأمر الذي ينسحب على سكان عبدس.

3- عن القرية لا تحتوي على معالم تحوي بمسيحيتها بإستثناء عدة قبور قديمة تعود للعهد البيزنطي، وعدد من الأبار والصهاريج القديمة فتقطعه الصله بالسكان الحاليين( من اللاجئين) للقرية...(1)، الذين قد يكونوا قد سكنوا القرية بعد ردها من الزمن الفاصل بينهم وبين البيزنطيين.

1- لو كانت القرية تعود بجذورها الي المسيحية لكان بها كنيسة للعبادة على سبيل المثال.

بقي ان نذكر أن قرية عبدس استضافت على ترابها عائلة " هنيه" وهي عائلة غزيه الأصل، وعائله "الفاضي" من مصر، وعائلة عبد اللطيف من عراق سويدان.[center]